أخو الصِّدق
* قال علقمة بن لَبيد العُطارِديّ لابنه:
يا بني! إذا نزغتك إلى صحبة الرجال حاجة؛ فاصحب منهم من: إن صحبته؛ زانك، وإن خدمته؛ صانك، وإن أصابتك خصاصة (الفقر والحاجة) مانك (أي أنفق عليك واحتمل مؤونتك وقام بكفايتك)، وإن قلتَ؛ صدَّق قولك، وإن صُلتَ؛ شد صولك، وإن مددت يدك بفضل؛ مدَّها، وإن رأى منك حسنة؛ عدَّها، وإن سألته؛ أعطاك، وإن سكتَّ عنه؛ ابتداك، وإن نزلت بك إحدى الملمات؛ آساك، من لا يأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذُلك عند الحقائق، إن حاول حوِيلاً؛ آمرك، وإن تنازعتما مُنفِساً: آثرك. (حاول الشيء: أراده، وآمر: شاور، والمنفِس: عظيم القيمة).
* قال الشاعر:
إِنَّ أخاكَ الصِّدقَ مَنْ لَن يخدعَكْ *** وَمَن يَضـرُّ نفسَه لينفعَكْ
وَمـن إذا ريبُ زمـانٍ صَدَعَكْ *** شَتَّتَ شملَ نَفْسِهِ ليجمعَكْ
(عيون الأخبار، لابن قتيبة: 3/4)