التفاني في الأخوة
* روي أن "خليفة" (نقول ملك من ملوك العض) أمر بضرب رقاب ثلاث من الصالحين فيهم أبو الحسين النوري.
فتقدم أبو الحسين ليكون أول من تُضْرب عنقه، فعجب الخليفة لذلك، وسأله عن سببه، فقال أبو الحسين –رحمه الله-:
أحببت أن أوثر إخواني بالحياة في هذه اللحظات.
فكان ذلك سببا في نجاتهم جميعاً.
حـقُّ المؤمن
* قال خلف بن هشام: كنت أقرأ على سليم بن عيسى حتى بلغت يوما (حم المؤمن) فلما بلغت إلى قوله تعالى:
"وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ" (سورة غافر، الآية 7).
بكى بكاء شديدا، ثم قال لي:
يا خلف: ألا ترى ما أعظم حقَّ المؤمن! تراه نائما على فراشه والملائكة يستغفرون له.
(وفيات الأعيان، لابن خَلِّكان: 2/242)
التواضع للإخوان
* قالوا: من لم ير نفسه دون أخيه؛ لم ينتفع بصحبته.
* قال أبو المواهب الشاذلي:
من تعزَّز على خدمة إخوانه؛ أورثه الله ذلا لا انفكاك له منه أبدا، ومن خدم إخوانه؛ أُعطي من خالص أعمالهم.
* وجاء في وصية الإمام النوويِّ –رحمه الله تعالى-:
لا تستصغر أحدا؛ فإن العاقبة منطويةٌ، والعبد لا يدري بم يُختم له، فإذا رأيت عاصيا؛ فلا تر نفسك عليه، فربما كان في علم الله أعلى منك مقاما، وأنت من الفاسقين، ويصير يشفع فيك يوم القيامة! وإذا رأيت صغيرا؛ فاحكم بأنه خير منك، باعتبار أنه أحقر منك ذنوبا.
وإذا رأيت من هو أكبر منك سنا؛ فاحكم بأنه خير منك، باعتبار أنه أقدم منك هجرة في الإسلام.
وإذا رأيت كافرا؛ فلا تقطع له بالنار لاحتمال أنه يسلم، ويموت مسلما.
(الأنوار في صحبة الأخيار، لعبد الوهاب الشعراني)